أيها المواطنون..احزنوا ( رضي الموسوي
:: القسم الرئيسي :: المنتدى العام
صفحة 1 من اصل 1
أيها المواطنون..احزنوا ( رضي الموسوي
أيها المواطنون..احزنوا ( رضي الموسوي )
--------------------------------------------------------------------------------
أيها المواطنون..احزنوا ( رضي الموسوي )
لأمرين على المواطن أن يحزن: الأول أن لقمة عيشه بدأت تسرق في وضح النهار ليس بسبب اللصوص الذين تتحدث عنهم جداتنا، بل بسبب ارتفاع أسعار النفط التي أضحت تشكل قلقاً كلما ارتفع سعر البرميل دولاراً. الحزن يزداد مع كسر السعر لحاجز المئة دولار للبرميل الواحد، ما يعني ان عائد الدولة سيزيد وستتضخم الإيرادات، بينما سترتفع الأسعار بشكل طبيعي ولن يفتح احد فاه حتى لا يتهم انه سيهرب الاستثمارات المتدفقة على البلاد!
ولأن القدرة الشرائية للمواطن آخذة في التدهور والتقلص إلى الدرجات الدنيا من خط الفقر، فإن الحزن لازمه منذ الصباح الباكر حين يستعد الموظفون للذهاب إلى أعمالهم والتلاميذ الى مدارسهم، يبحثون عن (خردة) بين الجيوب الصغيرة مع أن الوقت مازال مبكرا على فتح دفتر (السلف) في البقالة المجاورة التي يديرها آسيوي يعرف تماما متى ينتهي راتب كل زبون لديه.
الأمر الثاني الذي يفرض الحزن على المواطن هو عودة لهجة حقبة التسعينات المقيتة وأجوائها الرهيبة التي عاشها كثيرون، وها هي تطل برأسها من جديد عبر إعلانات مدفوعة الأجر وإدانات من طرف واحد وأحاديث عن صراخ لا يتوقف في الزنازين، بالرغم من أغلظ الأيمان الذي قرأناه في الصحافة بأن شيئاً في الداخل المعتم لا يحدث، يتخللها ايعازات متكررة من اصغر موظف بوقف البوح بأي شيء.
هذه بداية العام الجديد الذي حلم المواطن فيه بتحسين دخله والحصول على نصيب الطير من كعكة النفط المتضخمة، وحلم بأن يكون له مسكن، أي مسكن، يستره وعائلته من حر الصيف وبرد الشتاء، وحلم أن يضرب ببلاده المثل الذي كان مرددا في الأصداء الإقليمية والدولية مطلع القرن..أصداء التسامح والانفراج والانفتاح على الآخر. كأن هذا الحلم لا يصلح للمواطن البحريني وكأنه ليس في بقعة حباها الله بنعمة الثروة الطبيعية التي اسمها النفط، وكأن (الجوع والجموع) توأمان ملتصقان من الرأس حتى أخمص القدمين، في حين أكدنا للدنيا أننا قادرون على استنساخ الفرح من رحم الحزن قبل سنوات قليلة عندما قررت البلاد الخروج من عنق الزجاجة الأمنية إلى آفاق التنمية الاقتصادية والسياسية بروح عالية من المسؤولية لدى مختلف القوى والفعاليات الرسمية والأهلية. كنا قد طوينا صفحة وقيل يومها: لم العجالة؟ فالوقت كفيل بتحقيق الرخاء الاقتصادي والسياسي.
بعد عقد من الزمن انهارت الطبقة الوسطى وانطحنت الفئات المحدودة الدخل وتراجعت أسعار صرف الدينار أمام العملات الأجنبية، (عدا الدولار المترنح بنسبة أربعين بالمئة، فهي ثابتة منذ الاستقلال، وبدلا من التنمية السياسية، قفزت المسألة الأمنية إلى الواجهة مزيحة الحلم الذي توهج أيام العفو العام.
أمران يستحقان الحزن على البلد.. وعلى المواطن.
صحيفة الوقت
05 يناير, 2008
--------------------------------------------------------------------------------
أيها المواطنون..احزنوا ( رضي الموسوي )
لأمرين على المواطن أن يحزن: الأول أن لقمة عيشه بدأت تسرق في وضح النهار ليس بسبب اللصوص الذين تتحدث عنهم جداتنا، بل بسبب ارتفاع أسعار النفط التي أضحت تشكل قلقاً كلما ارتفع سعر البرميل دولاراً. الحزن يزداد مع كسر السعر لحاجز المئة دولار للبرميل الواحد، ما يعني ان عائد الدولة سيزيد وستتضخم الإيرادات، بينما سترتفع الأسعار بشكل طبيعي ولن يفتح احد فاه حتى لا يتهم انه سيهرب الاستثمارات المتدفقة على البلاد!
ولأن القدرة الشرائية للمواطن آخذة في التدهور والتقلص إلى الدرجات الدنيا من خط الفقر، فإن الحزن لازمه منذ الصباح الباكر حين يستعد الموظفون للذهاب إلى أعمالهم والتلاميذ الى مدارسهم، يبحثون عن (خردة) بين الجيوب الصغيرة مع أن الوقت مازال مبكرا على فتح دفتر (السلف) في البقالة المجاورة التي يديرها آسيوي يعرف تماما متى ينتهي راتب كل زبون لديه.
الأمر الثاني الذي يفرض الحزن على المواطن هو عودة لهجة حقبة التسعينات المقيتة وأجوائها الرهيبة التي عاشها كثيرون، وها هي تطل برأسها من جديد عبر إعلانات مدفوعة الأجر وإدانات من طرف واحد وأحاديث عن صراخ لا يتوقف في الزنازين، بالرغم من أغلظ الأيمان الذي قرأناه في الصحافة بأن شيئاً في الداخل المعتم لا يحدث، يتخللها ايعازات متكررة من اصغر موظف بوقف البوح بأي شيء.
هذه بداية العام الجديد الذي حلم المواطن فيه بتحسين دخله والحصول على نصيب الطير من كعكة النفط المتضخمة، وحلم بأن يكون له مسكن، أي مسكن، يستره وعائلته من حر الصيف وبرد الشتاء، وحلم أن يضرب ببلاده المثل الذي كان مرددا في الأصداء الإقليمية والدولية مطلع القرن..أصداء التسامح والانفراج والانفتاح على الآخر. كأن هذا الحلم لا يصلح للمواطن البحريني وكأنه ليس في بقعة حباها الله بنعمة الثروة الطبيعية التي اسمها النفط، وكأن (الجوع والجموع) توأمان ملتصقان من الرأس حتى أخمص القدمين، في حين أكدنا للدنيا أننا قادرون على استنساخ الفرح من رحم الحزن قبل سنوات قليلة عندما قررت البلاد الخروج من عنق الزجاجة الأمنية إلى آفاق التنمية الاقتصادية والسياسية بروح عالية من المسؤولية لدى مختلف القوى والفعاليات الرسمية والأهلية. كنا قد طوينا صفحة وقيل يومها: لم العجالة؟ فالوقت كفيل بتحقيق الرخاء الاقتصادي والسياسي.
بعد عقد من الزمن انهارت الطبقة الوسطى وانطحنت الفئات المحدودة الدخل وتراجعت أسعار صرف الدينار أمام العملات الأجنبية، (عدا الدولار المترنح بنسبة أربعين بالمئة، فهي ثابتة منذ الاستقلال، وبدلا من التنمية السياسية، قفزت المسألة الأمنية إلى الواجهة مزيحة الحلم الذي توهج أيام العفو العام.
أمران يستحقان الحزن على البلد.. وعلى المواطن.
صحيفة الوقت
05 يناير, 2008
:: القسم الرئيسي :: المنتدى العام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى