أشبال الحشاشة‮..‬
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أشبال الحشاشة‮..‬
» المــــقالات
على الوتر - لميس ضيف
أشبال الحشاشة..
»عندما بدأت تظهر التغيرات على ابني وهو في المرحلة الإعدادية.. أعني عندما اضطرب نومه وغدا انطوائياً وتراجع مستواه الدراسي.. قال لي الجميع انها المراهقة.. ربما أردت في قرارة نفسي أن أصدق ذلك.. فما من أم ترغب في الاعتراف بأن صغيرها.. يتعاطى الحشيش«.
كلمات هذه الأم أعادتني ٤ سنوات للوراء.. إذ تذكرت اتصالاً وردني من قارئة عرضت مشكلتها مع ابنها المدمن، فقلت لها ببساطة: أبلغي عنه السلطات، أن تري ابنك محبوساً.. خير من أن تريه ميتاً..
كلماتي تلك أغاضت الأم على ما يبدو فقطعت المكالمة غاضبة.. فأنبت نفسي لأني لم أتلطف معها في الحديث وتحدثت »بدفاشة« كعادتي..!!
بعدها بحوالي سنة اتصلت بي الأم مجدداً لتذكرني بحوارنا ذاك وتبلغني أن ابنها وُجد ميتاً تحت جسر ما، وبأنهم اضطروا لشق السيارة لإخراجه لأن جثته كانت قد انتفخت بفعل السموم التي تملأ جسمه..
لذلك تلقفت اتصال الأم التي كالمتني قبل أيام وأعتقد أني أضجرتها بالحديث.. لعلمي أن الحشيش هو الفصل الأول من فصول أنواع اخطر وأشد من الإدمان.. ولأني أرى أن تعاطي مراهق للحشيش أمر مروع، من جهة أن دماغه لازال في طور النمو.. ودخول سموم كهذه قد يفتك بخلايا المخ ويؤخر نموها..
والحقيقة أن مسألة الحشيش تلك هي مسألة جد خطيرة وجدية.. وآمل من الوالدين والمعلمين الانتباه لها ملياً.. فوفقاً للاستشاري عبدالنبي درباس فإن نسبة تعاطي الحشيش قد »زادت بمقدار ٤ أضعاف عما كانت عليه في العام ٣٠٠٢ وأن إدمانها يتركز في الفئات العمرية من ٥١-٢٢ عاماً..
وعلة الحشيش - دوناً عن باقي المخدرات - أن الانجراف له سهل مقارنة بما سواه.. فتعاطيه سهل وسعره زهيد وله مقبولية اجتماعية في الدول العربية، والأفلام العربية الجديدة للأسف لا تساعد بإفراطها في ربط الحشيش بالنشوة والضحك والطاقة الجنسية رغم عدم وجود ما يثبت ذلك علمياً.. أضف لذلك أن علامات الإدمان النفسي والجسدي للحشيش لا تظهر على متعاطيها لدرجة أن بعض العلماء شككوا في كونه مخدراً حقيقياً لقلة مظاهره الانسحابية.. بيد أن الحشيش مخدر ومخدر خطر أيضاً - بغض النظر عن ما يقال - لأنه كما قلنا مقدمة لأنواع أخطر من الإدمان.
والسيطرة على الأمر في بدايته من قبل الوالدين لا شك أجدى وأنجع ولكن وزارة الصحة تحول دون ذلك.. تتساءلون كيف..
والجواب أن الوزارة منعت - لسبب ما - كافة المستشفيات والمختبرات الخاصة من إجراء فحص الإدمان لطالبيه.. بمعنى آخر: الوالدان مطالبان بالتوجه بابنهما للسلمانية - حصراً - ليتأكدا من تعاطيه من عدمه.. وهو ما يردع كثيراً من أولياء الأمور عن فحص أبنائهم خوفاً من الفضيحة ما يوجب على الوزارة التراجع عن هذا القرار الذي تفوق عيوبه ميزاته..
أمر آخر لابد لنا أن نتطرق له.. وهو خشية كثير من الآباء من فحص أبنائهم خوفاً من التسبب في حبسهم لو ثبت وجود المخدر في الدم.. وهو هاجس لا صحة له ونتمنى من الجميع أن يعي التالي.. فالقانون لا يجرم المتعاطي لو ذهب للعلاج طواعية بل على العكس.. توفر له الدولة الإرشاد النفسي والدعم الصحي، وكثيراً ما يُرسل لوحدات علاجية متخصصه في السعودية والكويت على نفقة الدولة..
هذا ما لزم.. وللحديث بقية
على الوتر - لميس ضيف
أشبال الحشاشة..
»عندما بدأت تظهر التغيرات على ابني وهو في المرحلة الإعدادية.. أعني عندما اضطرب نومه وغدا انطوائياً وتراجع مستواه الدراسي.. قال لي الجميع انها المراهقة.. ربما أردت في قرارة نفسي أن أصدق ذلك.. فما من أم ترغب في الاعتراف بأن صغيرها.. يتعاطى الحشيش«.
كلمات هذه الأم أعادتني ٤ سنوات للوراء.. إذ تذكرت اتصالاً وردني من قارئة عرضت مشكلتها مع ابنها المدمن، فقلت لها ببساطة: أبلغي عنه السلطات، أن تري ابنك محبوساً.. خير من أن تريه ميتاً..
كلماتي تلك أغاضت الأم على ما يبدو فقطعت المكالمة غاضبة.. فأنبت نفسي لأني لم أتلطف معها في الحديث وتحدثت »بدفاشة« كعادتي..!!
بعدها بحوالي سنة اتصلت بي الأم مجدداً لتذكرني بحوارنا ذاك وتبلغني أن ابنها وُجد ميتاً تحت جسر ما، وبأنهم اضطروا لشق السيارة لإخراجه لأن جثته كانت قد انتفخت بفعل السموم التي تملأ جسمه..
لذلك تلقفت اتصال الأم التي كالمتني قبل أيام وأعتقد أني أضجرتها بالحديث.. لعلمي أن الحشيش هو الفصل الأول من فصول أنواع اخطر وأشد من الإدمان.. ولأني أرى أن تعاطي مراهق للحشيش أمر مروع، من جهة أن دماغه لازال في طور النمو.. ودخول سموم كهذه قد يفتك بخلايا المخ ويؤخر نموها..
والحقيقة أن مسألة الحشيش تلك هي مسألة جد خطيرة وجدية.. وآمل من الوالدين والمعلمين الانتباه لها ملياً.. فوفقاً للاستشاري عبدالنبي درباس فإن نسبة تعاطي الحشيش قد »زادت بمقدار ٤ أضعاف عما كانت عليه في العام ٣٠٠٢ وأن إدمانها يتركز في الفئات العمرية من ٥١-٢٢ عاماً..
وعلة الحشيش - دوناً عن باقي المخدرات - أن الانجراف له سهل مقارنة بما سواه.. فتعاطيه سهل وسعره زهيد وله مقبولية اجتماعية في الدول العربية، والأفلام العربية الجديدة للأسف لا تساعد بإفراطها في ربط الحشيش بالنشوة والضحك والطاقة الجنسية رغم عدم وجود ما يثبت ذلك علمياً.. أضف لذلك أن علامات الإدمان النفسي والجسدي للحشيش لا تظهر على متعاطيها لدرجة أن بعض العلماء شككوا في كونه مخدراً حقيقياً لقلة مظاهره الانسحابية.. بيد أن الحشيش مخدر ومخدر خطر أيضاً - بغض النظر عن ما يقال - لأنه كما قلنا مقدمة لأنواع أخطر من الإدمان.
والسيطرة على الأمر في بدايته من قبل الوالدين لا شك أجدى وأنجع ولكن وزارة الصحة تحول دون ذلك.. تتساءلون كيف..
والجواب أن الوزارة منعت - لسبب ما - كافة المستشفيات والمختبرات الخاصة من إجراء فحص الإدمان لطالبيه.. بمعنى آخر: الوالدان مطالبان بالتوجه بابنهما للسلمانية - حصراً - ليتأكدا من تعاطيه من عدمه.. وهو ما يردع كثيراً من أولياء الأمور عن فحص أبنائهم خوفاً من الفضيحة ما يوجب على الوزارة التراجع عن هذا القرار الذي تفوق عيوبه ميزاته..
أمر آخر لابد لنا أن نتطرق له.. وهو خشية كثير من الآباء من فحص أبنائهم خوفاً من التسبب في حبسهم لو ثبت وجود المخدر في الدم.. وهو هاجس لا صحة له ونتمنى من الجميع أن يعي التالي.. فالقانون لا يجرم المتعاطي لو ذهب للعلاج طواعية بل على العكس.. توفر له الدولة الإرشاد النفسي والدعم الصحي، وكثيراً ما يُرسل لوحدات علاجية متخصصه في السعودية والكويت على نفقة الدولة..
هذا ما لزم.. وللحديث بقية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى