كلمة أخيرة عن «الخازوق» بقلم قاسم حسين
:: القسم الرئيسي :: المنتدى العام
صفحة 1 من اصل 1
كلمة أخيرة عن «الخازوق» بقلم قاسم حسين
كلمة أخيرة عن «الخازوق» بقلم قاسم حسين
--------------------------------------------------------------------------------
كلمة أخيرة عن «الخازوق»
قاسم حسين
لو كنتُ أكره «الوفاق» لنصحتها بالموافقة على مشروع الزيادة الخاصة بالنواب والشوريين والوزراء. ولو كنتُ أتمنّى تصفيتها بأرقّ سكين؛ لطبطبتُ عليها لتذهب إلى الفخ برجليها وتجلس طواعيةً على الخازوق.
الصدق الذي نتعامل به مع «الوفاق» ليس لأنها ابنة «الطائفة»، ولكن لأنّها ابنة الوطن، والأمل الأخير في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، في محيط أصبحت الرشوة أحد فنون السياسة اليومية.
الوفاق لم تأتِ عبر ولادة قيصرية أو نتاج زواج غير شرعي من «المراكز العامّة»، وإنما اختارتها كتلة شعبية كبيرة، تدفقتْ بعشرات الآلاف إلى مراكز الاقتراع؛ لتدلي بأصواتها لهذه النخبة التي تتوسم فيها المواقف المبدئية في الدفاع عن مصالح وحقوق المواطنين بغض النظرعن طوائفهم وانتماءاتهم غير الانتماء لهذا الوطن العزيز.
الوفاق فوق ذلك، هي ممثلة المعارضة، حتى لو خانها حسن التصرف أحياناً فتصرّفت كـ «وفاق» فقط، إلاّ أنّها ستبقى، وسيُنظر إليها على أنها ممثلة الشعب. حتّى شارع الكتل الأخرى، يتوسّم فيها الخير حين تخفق تلك الكتل في اتخاذ المواقف التي تراعي الله ومصلحة الوطن. من هنا، فالوفاق ليست جمعية عائلية مغلقة على مجموعة من الأعضاء... وتخطئ حين تتصرّف على ذلك الأساس.
إذا قسونا في النقد وقرع نواقيس الخطر، فحباً في هذا الوطن الذي تعمل من أجله الوفاق. نقول ذلك ومشروع الزيادة مازال مطروحاً على النواب كحزمةٍ واحدةٍ؛ لتمرير زيادة رواتب الوزراء والنواب والشوريين، أرادت به الحكومة أنْ تضرب به عدّة عصافير، أهمّها عصفور «الوفاق».
لا أريد أنْ أطيلَ أكثر في هذا الموضوع، فلغة المواعظ تكرهها القلوب، ولكن الذكرى حتماً تنفع المؤمنين، فهذا السكين الناعم سيجزّ رقبة الوفاق. دعوهم يمرّرونه، ولكن لا يكن ذلك على حساب سمعتكم، وصدقيتكم واحترامكم بين الناس، فأنتم بارقة الأمل الأخير في هذا الليل الطويل.
انظروا إلى بعيد، شارعكم هو أوّل الناقمين عليكم، هذا الشارع المهمّش الجريح، قد ينسى لكم كلّ الهفوات والأخطاء وضعف الأداء، ولكنه لن يقبل منكم تمرير مشروع «الفتنة» هذا.
التيارات الأخرى تقف وراءها شوارع طال سباتها واستكانتها وتخديرها، ولذلك قد تتقبّل إعادة انتخاب مَنْ ترشّحه مراكز القوى بفعل الإثارات والتخويف، أمّا شارعكم المتحفّز دائماً للتغيير، فيعيش على بقايا أشواق الإصلاح وأحلام الإنصاف والعدل والمساواة... من قرون الغوص إلى أيام «الهيئة» إلى انتفاضة التسعينات. هذا الشارع الناقد المتحفّز، لن يخرج بعشرات الآلاف في نوفمبر 2010، في يومٍ ممطرٍ باردٍ، إلى صناديق الاقتراع، إذا انطفأ السراج وفقد الأمل الأخير.
إنّها أكبر من زيادة زهيدة في راتب تقاعدي. هل هناك ما هو أكثر مرارةً من إساءة فهم ما تكتب؟ تتكلّم عن حفرةٍ، وتحذّر من خازوق، ويتكلّمون عن «إضعاف الصف» أو فرصٍ يجب ألاّ تضيع، وهي ما بشّر به طويلاً بعض دعاة «البراغماتية» الذين وصلوا وانتفعوا وأصبحوا من المبشّرين المتعصبين جداً لهذا الدين الجديد.
لا أريد أنْ أطيل، وصديقك من صدَقك لا من صدّقك، دعوهم يفعلونها، لكي لا يمشي رجلٌ زاهدٌ مثل الشيخ عيسى قاسم، يوماً منكّس الرأس. هذه خياراتكم وتاريخكم والله الهادي سواء السبيل.
--------------------------------------------------------------------------------
كلمة أخيرة عن «الخازوق»
قاسم حسين
لو كنتُ أكره «الوفاق» لنصحتها بالموافقة على مشروع الزيادة الخاصة بالنواب والشوريين والوزراء. ولو كنتُ أتمنّى تصفيتها بأرقّ سكين؛ لطبطبتُ عليها لتذهب إلى الفخ برجليها وتجلس طواعيةً على الخازوق.
الصدق الذي نتعامل به مع «الوفاق» ليس لأنها ابنة «الطائفة»، ولكن لأنّها ابنة الوطن، والأمل الأخير في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، في محيط أصبحت الرشوة أحد فنون السياسة اليومية.
الوفاق لم تأتِ عبر ولادة قيصرية أو نتاج زواج غير شرعي من «المراكز العامّة»، وإنما اختارتها كتلة شعبية كبيرة، تدفقتْ بعشرات الآلاف إلى مراكز الاقتراع؛ لتدلي بأصواتها لهذه النخبة التي تتوسم فيها المواقف المبدئية في الدفاع عن مصالح وحقوق المواطنين بغض النظرعن طوائفهم وانتماءاتهم غير الانتماء لهذا الوطن العزيز.
الوفاق فوق ذلك، هي ممثلة المعارضة، حتى لو خانها حسن التصرف أحياناً فتصرّفت كـ «وفاق» فقط، إلاّ أنّها ستبقى، وسيُنظر إليها على أنها ممثلة الشعب. حتّى شارع الكتل الأخرى، يتوسّم فيها الخير حين تخفق تلك الكتل في اتخاذ المواقف التي تراعي الله ومصلحة الوطن. من هنا، فالوفاق ليست جمعية عائلية مغلقة على مجموعة من الأعضاء... وتخطئ حين تتصرّف على ذلك الأساس.
إذا قسونا في النقد وقرع نواقيس الخطر، فحباً في هذا الوطن الذي تعمل من أجله الوفاق. نقول ذلك ومشروع الزيادة مازال مطروحاً على النواب كحزمةٍ واحدةٍ؛ لتمرير زيادة رواتب الوزراء والنواب والشوريين، أرادت به الحكومة أنْ تضرب به عدّة عصافير، أهمّها عصفور «الوفاق».
لا أريد أنْ أطيلَ أكثر في هذا الموضوع، فلغة المواعظ تكرهها القلوب، ولكن الذكرى حتماً تنفع المؤمنين، فهذا السكين الناعم سيجزّ رقبة الوفاق. دعوهم يمرّرونه، ولكن لا يكن ذلك على حساب سمعتكم، وصدقيتكم واحترامكم بين الناس، فأنتم بارقة الأمل الأخير في هذا الليل الطويل.
انظروا إلى بعيد، شارعكم هو أوّل الناقمين عليكم، هذا الشارع المهمّش الجريح، قد ينسى لكم كلّ الهفوات والأخطاء وضعف الأداء، ولكنه لن يقبل منكم تمرير مشروع «الفتنة» هذا.
التيارات الأخرى تقف وراءها شوارع طال سباتها واستكانتها وتخديرها، ولذلك قد تتقبّل إعادة انتخاب مَنْ ترشّحه مراكز القوى بفعل الإثارات والتخويف، أمّا شارعكم المتحفّز دائماً للتغيير، فيعيش على بقايا أشواق الإصلاح وأحلام الإنصاف والعدل والمساواة... من قرون الغوص إلى أيام «الهيئة» إلى انتفاضة التسعينات. هذا الشارع الناقد المتحفّز، لن يخرج بعشرات الآلاف في نوفمبر 2010، في يومٍ ممطرٍ باردٍ، إلى صناديق الاقتراع، إذا انطفأ السراج وفقد الأمل الأخير.
إنّها أكبر من زيادة زهيدة في راتب تقاعدي. هل هناك ما هو أكثر مرارةً من إساءة فهم ما تكتب؟ تتكلّم عن حفرةٍ، وتحذّر من خازوق، ويتكلّمون عن «إضعاف الصف» أو فرصٍ يجب ألاّ تضيع، وهي ما بشّر به طويلاً بعض دعاة «البراغماتية» الذين وصلوا وانتفعوا وأصبحوا من المبشّرين المتعصبين جداً لهذا الدين الجديد.
لا أريد أنْ أطيل، وصديقك من صدَقك لا من صدّقك، دعوهم يفعلونها، لكي لا يمشي رجلٌ زاهدٌ مثل الشيخ عيسى قاسم، يوماً منكّس الرأس. هذه خياراتكم وتاريخكم والله الهادي سواء السبيل.
:: القسم الرئيسي :: المنتدى العام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى