مقترحات مثيرة ورغبات غريبة.. فماذا يُريد؟السعيدي..

تساؤل بن رجب، فتح الباب على مصراعيه للاستفهام عن الغرض الحقيقي وراء استهداف أولئك الوزراء، خصوصاً أن النائب، سبق أن هدد باستجواب وزير العدل في الفصل التشريعي الأول، إذا ما عمدت الكتلة «الإسلامية» إلى استجواب وزير التربية والتعليم.
ورغم ذلك كله، يرى بعض المراقبين، أن مثل هذه الممارسات، غير بعيدة عن الاتجاه الرسمي، إذ لم يتردد السعيدي في طرح موضوعات عدة، لم تجرؤ الحكومة على طرحها قط كما هو الحال، حينما طالب بتكريم ضابط المخابرات السابق إيان هندرسون الذي مازالت المعارضة تطالب بمحاكمته على ما ارتكبه من جرائم منذ استقدامه وحتى الاستغناء عن خدماته، إذ شكك عدد من الساسة في أن وراء ذلك التصريح «إيعازاً من نوع خاص».
ويبدو أن النائب السعيدي، أعلن حرباً مفتوحة على الأصعدة والاتجاهات والتيارات كافة، ما استدعى أن يطالب بعضٌ بقطع لسانه ويطالب آخرون بمحاكمته وسجنه لإثارته النعرات الطائفية وتمزيق الجسد البحريني عبر استغلاله حصانة المجلس النيابي.
مقترحات ورغبات مثيرة للجدل
يؤكد كل المراقبين أن السعيدي «صاحب الأطروحات الغريبة»، سواء كانت في مداخلاته تحت قبة البرلمان أو في رغباته ومقترحاته، ويمكن القول إن أبرز تلك المقترحات، كان «هيئة الأمر بالمعروف»، التي أثارت ضحكاً ممزوجاً بالغضب، فقد تساءل أحد الكتاب، متهكماً، بشأن المقترح، في مقال بعنوان «جنرالات السعيدي»، «إذا كان أحد رجالات السعيدي سيطلب منه عقد الزواج الأصلي المصدق عليه وهو يجلس في مطعم مع زوجته يتناول وجبة العشاء».
ومع تصاعد الجدل بشأن المقترح، حاول النائب تهوين الأمر وطمأنة الشارع والنواب معاً، مؤكداً أن «آلية العمل ستكون الوعظ والحكمة والكلمة الطيبة»، في إشارة منه إلى أن هذه الهيئة لن تستخدم القوة والعنف مع الناس إن خالفوا قانونها وتوجهاتها

[color:5a83=blue:5a83] ]كذلك تقدم السعيدي بمقترح آخر، مثير للجدل، إذ طالب بحصر ممارسة الشعائر الدينية في دور العبادة، وهو ما أغضب عدداً من رجال الدين والمثقفين والنواب الذين استطاعوا ثني السعيدي عن المقترح، ثم سحبه من مكتب المجلس قبل مناقشته.
إذ قال النائب السابق علي مطر، تعقيباً على هذا المقترح، إن «أي مقترح من شأنه إثارة البلبلة والنعرات الطائفية، سواء كان هذا المقترح أو غيره، يجب أن يرفض»، مشيراً إلى أنه «من شأن مثل هذه المقترحات، تفتيت الوحدة الوطنية التي انتظرناها طويلاً، خصوصاً أن الدستور كفل حرية ممارسة الشعائر الدينية، فضلاً عن شعائر المذاهب من الدين الواحد وهو الإسلام».
وخلص مطر إلى أن «من واجب النواب المحافظة على اللحمة الوطنية، ورص الصفوف بدلاً من طرح ما يثير».
السعيدي.. ومسيرة يوم القدس العالمي
وفي تهديد غريب من نوعه، هدد السعيدي بملاحقة «كل بحريني يثبت ولاؤه لغير وطنه»، وليس ثمة اعتراض من الساسة أو النواب أو المراقبين على تلك العبارة، لكن المشكلة، برزت جلياً بعد أن أفصح السعيدي عن أولئك الذين يرى أن لهم ولاء لغير وطنهم (البحرين)، مشيراً إلى «رفع عدد من المواطنين البحرينيين، أعلام حزب الله اللبناني، أثناء مسيرة يوم القدس العالمي، تعبيراً منهم على مساندة الحزب في تصديه للعدو الصهيوني».
وقد جوبه ذلك التهديد، الذي أطلقه السعيدي، بانتقاد واستياء شديدين، سواء بين النواب أو الساسة أو حتى على مستوى الشارع الذي يتعاطف كثيراً مع حزب الله باعتباره آخر ورقة مقاومة. وفي هذا السياق، اعتبر أحد النواب أن «أعلام حزب الله، لا تمثل اتجاهاً رسمياً بقدر ما هو تعبير عن ذل الصهاينة بعد هزيمتهم الأخيرة على أيدي رجالات من الأمة العربية».
ولا يعني هذا الطرح، أن كل مقترحات السعيدي، قد وئدت في مهدها، إذ إنه استطاع تمرير مقترح برغبة يدعو إلى الفصل بين الجنسين في جامعة البحرين بموافقة أغلبية النواب، وهو ما يعتبره النائب إنجازاً، حتى وإن جاء أقل من الطموح.

المقترح الآخر الذي يفخر السعيدي بتمريره، بعد ساعة ونصف من النقاش في المجلس، كان في إطلاق اللحى للرجال وارتداء النقاب للنساء في مؤسسات ووزارات الدولة، وخصوصاً وزارتي الدفاع والداخلية.
«مشاكسات» مع نواب مجلس 2002
يشهد جميع المراقبين والمهتمين بالشأن النيابي أن للسعيدي صولات وجولات في مشاكساته المستمرة مع زملائه في المجلس المنتخب، ولم تكن وليدة الفصل التشريعي الثاني، فعندما استهدف السعيدي في الفصل التشريعي الأول، النائب الأول لرئيس مجلس النواب عبدالهادي مرهون، عمد إلى اتهامه في أمانته النيابية، مشيراً إلى أن «مرهون عمد إلى تسريب معلومات شملت محاضر الجلسات والاقتراحات وجميعها (سري، غير قابلة للنشر) إلى بعض الصحف المحلية».
وتساءل السعيدي آنذاك «أين الأمانة التي من المفترض أن تكون في مرهون؟»، إلا أن مرهون نفى هذه التهمة، مرجعاً «تلك الدعاوى الباطلة إلى الغيرة التي يشعر بها السعيدي، تجاهه».
النائب السابق عبدالله العالي هو الآخر لم يسلم من مناوشات النائب السلفي، الذي تربص له في أكثر من موضع، وهاجمه في مواقف عدة، ولذلك اعتبر العالي أن «السعيدي يدعو إلى تمزيق الأمة وتفريق الصفوف».
أما النائب محمد آل عباس الذي عانى من «التحرشات السعيدية»، فقد رأى أن «السعيدي يتسرع في تقديم مقترحاته المخالفة للدستور والقوانين والمسيئة لطائفة كبيرة من المجتمع البحريني».
«الوفاق».. نفد صبرها رغم محاولات «الترويض»
ومن دون أدنى شك، فإن الجميع يشاهد ويسمع ويقرأ الحس الفكاهي الذي يتمتع به النائب السلفي المستقل، إذ سبق وفجر دعابة من العيار الثقيل في الصحافة المحلية حينما قال إنه «واثق من حب المواطنين له وثقتهم في أولوياته الوطنية، وهذا الأمر يجعله واثقاً من الفوز في أي دائرة انتخابية يدخل المنافسة فيها، بغض النظر عن لونه السياسي أو الطائفي، حتى لو كان مع الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان في السنابس أو في البلاد القديم».

الجريح كتب:مشكور اخوي

العفو اخوي