المراءة المدوسة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
المراءة المدوسة
الوتر - لميس ضيف
المرأة »المدوســــــة«..
النساء العربيات، الخليجيات بشكل خاص، يجدن قيمتهن الأسمى في خدمة أسرهن.. وتعاليم ديننا - كما عاداتنا- ترى في توقير الزوج طاعةً تُثاب عليها المرأة.. ولا غبار على ذلك مبدئياً.. ولكن المشكلة أن ثمة نساء يعجزن عن التفريق بين الطاعة والاستعباد.. ويغرقن في واجباتهن وينسين حقوقهن فينساها الآخرون كذلك.
وتتعاظم المشكلة إن وقعن في زوج متنمّر، يجد في عدم ردعه دعوة مفتوحة للاستمرار والتمادي، وسرعان ما تجد المرأة أن وكزة الكتف التي تغاضت عنها منذ سنة قد تطورت للكمة، وأن النهرة والزجرة.. قد تحولا لسباب وإهانات يومية..!!
قرأتم قبل أسابيع حتماً عن حرق خليجي لوجه زوجته ما أفقدها النظر في عينها اليسرى، كل ذلك لأنها طبخت له عدساً على الغداء..!! وقبلها كُتب عن رجل تشارع مع زوجته لإسرافها فدفعها على حافة السلم، فكُسرت رجلاها وجزءٌ من جمجمتها وتهشم حوضها كلياً..
هذان الزوجان على سبيل المثال لم يصلا لهذه المرحلة من التمادي والرعونة بين يوم وليلة.. ويكذب من يدعي خلاف ذلك.. ففقدان الرجل للإحساس بآدمية زوجته لا يأتي إلا عبر مراحل تنازل فيها المرأة رويداً عن مساحةٍ من كرامتها، ليتمدد فيها الرجل!!
والمؤلم أن المرأة التي تختار أن تصعّر خدها لزوجها عادةً ما لا تجد الاحترام حتى من أبنائها.. منذ مدة مثلاً وجدت طفلاً يقول لوالدته: »شفيج حمارة ما تعرفين ما أحب الأكل يختلط..«!! وذهولي من تماديه تبدد لما انضم لهما الأب وسمعت أسلوبه الأرعن في مخاطبتها!!
وبطبيعة الحال.. ينقل الأبناء هذا السلوك المعوّج لأسرهم لاحقاً.. فيجور الابن على زوجته، إن سمحت له، وتغدو البنت خانعةً كأمها أو.. متسلطة تمرداً على نموذج أمها.. وفي الحالتين لا تستقيم الحياة ولا تُثمر.
مردّ تلك المشكلة - في شطر كبير منها - عائد لتدنّي ثقة النساء بأنفسهن.. بعضهن يدخلن العلاقة الزوجية بعد أن دمرت عائلتهن - سلفاً - ثقتهن واعتدادهن. فيما يفقد بعضهن الثقة على يد الزوج الذي يتعمد ضرب معنويات زوجته، بالتعليق السلبي على مظهرها أو جسدها تارة، أو بالتعليق الإيجابي على نساء بمواصفات شكلية لا تملكها أخرى.. وفي الحالتين خط النهاية واحد..
وما يجب أن تعرفه كل امرأة على وجه هذه البسيطة هنا.. أن أحقيتها في الاحترام مطلقة كإنسانة ومخلوقة مكرّمة.. وهي تستحق بذلك أن لا يصرخ عليها أو يضربها أحد أو يرميها بصحن أو حتى ورقة كلينكس.. كإنسانة نقول.. أما إن كانت معطاءة لأسرتها فهي تستحق - بالإضافة للاحترام- التوقير والتقدير.. والمرأة التي لا تتصرف من هذا المنطلق وتطالب بهذا الحدود في التعامل معها، لن تجد يوماً المعاملة اللائقة التي تستحق..
فليس على من تعجز عن حب واحترام نفسها.. أن تتوقع من أحد أن يحترمها ويقدرها..
هامش
* رقعة الباب أو الـ door mat ، وهي القطعة التي توضع بمحاذاة الباب غالباً لتنظيف الأحذية.. هذا المصطلح يستخدمه الأجانب للإشارة للناس السلبيين الذين يسهل التعدي عليهم.. في أمثالنا الشعبية هناك مثل يخدم المعنى ذاته يقول » من جعل نفسه سبوس لعبت به الدجاج«.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى