غالاوي يقدّم شهادته عن لبنان
:: القسم الرئيسي :: المنتدى العام
صفحة 1 من اصل 1
غالاوي يقدّم شهادته عن لبنان
غالاوي يقدّم شهادته عن لبنان
قاسم حسين
قبل شهرين، زار البحرين النائب البرلماني البريطاني جورج غالاوي، وشارك في عدد من الفعاليات لدعم القضية الفلسطينية، ومن بينها جمع تبرعات للشعب الذي نساه وزراء الخارجية العرب في اجتماع القاهرة الأخير، وكانت الزيارة برعاية إحدى الجمعيات الإسلامية، جزاها الله خيراً.
وقبل يومين، أجرت صحيفة أردنية مقابلة مع غالاوي، تناول فيها آخر هموم الساحة العربية، وفي مقدمتها التطورات في لبنان.
غالاوي شخصيةٌ جدليةٌ في بلاده، لأنه كان يسير عكس التيار، وعرف بمعارضته للنزعة الحربية للسيطرة على الشرق. وقد كان من أبرز الشخصيات البريطانية التي عارضت بقوةٍ مغامرة غزو العراق، وكان ناقداً لاذعاً للثنائي المجنون بوش - بلير، حتى قيل إنه لم يشهر أحدٌ بحكومة بلير مثلما فعل غالاوي. ونظّم حملةً لكسر الحصار عن العراق في التسعينيات، ما شجّع شخصاً مثل الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز على زيارة العراق. وبسبب مواقفه تلك تم فصله بحجة الإساءة إلى الحزب. غالاوي ذو خلفية اشتراكية، التحق في شبابه بحزب العمال وسرعان ما تولى منصب الأمين العام، وهو معروفٌ بمواقفه المؤيدة للقضية الفلسطينية، التي بدأ علاقته بها منذ منتصف السبعينيات. وقد عرفه جمهور الفضائيات العربية بمواقفه الأكثر وضوحاً وشرفاً من كثيرٍ من عرب اليوم، فهو حمّل «إسرائيل» مسئولية حرب تموز، واعتبر «حزب الله جزءاً من المقاومة الوطنية اللبنانية التي تحاول طرد الإسرائيليين مما تبقى من أراضي لبنان واسترجاع الأسرى». واعتبر «إسرائيل» دولة «إرهابية»، بينما يعتبرها بعض العرب دولةً جارةً و «آدمية» و «من بنات العم»!
في مثل هذه الأفكار لا يختلف غالاوي عن أي عروبي أو إسلامي أو وطني بالمنطقة... فهو يفكّر بطريقةٍ واضحةٍ لم تلتبس عليه الأمور، حتى فيما يتعلق بأحداث لبنان. ففي مقابلته الأخيرة حمّل الحكومة اللبنانية مسئولية أحداث العنف، نتيجة قرارها نزع سلاح الحزب من دون مشاورات، ما دفعه إلى الدفاع عن نفسه». وقال إن حزب الله وقيادته دافعا عن لبنان وسيادته، ولفت إلى أنه «من دونهما لكان لبنان بلداً آخر محتلاً»، في إشارةٍ مبطنةٍ إلى فلسطين والعراق، لعل العرب يفهمون مغزاها.
غالاوي اعتبر أن من يروّج أن نصرالله موالٍ لإيران وسورية إنما هو «ذرّ للرمال في عيون الناس لتضليلهم عن رؤية الحقيقة بأن زعماء الدول العربية يدعمون أميركا والقوى الامبريالية». وذهب أبعد من ذلك باستنكار ما يهوّل به بعض القادة العرب عن السيطرة الإيرانية على المنطقة، بقوله: «إنهم سمحوا لإيران بالتدخل في العراق عندما ساعدوا قوات الاحتلال الأنجلو/أميركية بتسهيلهم عملها والسماح لها باستخدام أجواء وأراضي دولهم لاحتلال العراق»!
أما تفسيره لرغبة العرب في بحث «احتلال» حزب الله لشارع الحمرا في بيروت، فيرجعه إلى عجزهم عن الحديث عن احتلال «إسرائيل» لفلسطين، والاحتلال الأميركي والبريطاني للعراق، لذلك فهم يريدون الحديث عن احتلال كورنيش بيروت من قبل اللبنانيين أنفسهم».
هناك وسائل إعلام عربية تجهد لإقناع الرأي العام بأن الصراع السياسي بين اللبنانيين إنما هو حربٌ سنية شيعية، بينما يقدّم غالاوي الناقد، اللاذع، شهادته المضادة... ترى، لو كان مواطناً عربياً ألم يقطعوا لسانه من زمان؟
قاسم حسين
قبل شهرين، زار البحرين النائب البرلماني البريطاني جورج غالاوي، وشارك في عدد من الفعاليات لدعم القضية الفلسطينية، ومن بينها جمع تبرعات للشعب الذي نساه وزراء الخارجية العرب في اجتماع القاهرة الأخير، وكانت الزيارة برعاية إحدى الجمعيات الإسلامية، جزاها الله خيراً.
وقبل يومين، أجرت صحيفة أردنية مقابلة مع غالاوي، تناول فيها آخر هموم الساحة العربية، وفي مقدمتها التطورات في لبنان.
غالاوي شخصيةٌ جدليةٌ في بلاده، لأنه كان يسير عكس التيار، وعرف بمعارضته للنزعة الحربية للسيطرة على الشرق. وقد كان من أبرز الشخصيات البريطانية التي عارضت بقوةٍ مغامرة غزو العراق، وكان ناقداً لاذعاً للثنائي المجنون بوش - بلير، حتى قيل إنه لم يشهر أحدٌ بحكومة بلير مثلما فعل غالاوي. ونظّم حملةً لكسر الحصار عن العراق في التسعينيات، ما شجّع شخصاً مثل الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز على زيارة العراق. وبسبب مواقفه تلك تم فصله بحجة الإساءة إلى الحزب. غالاوي ذو خلفية اشتراكية، التحق في شبابه بحزب العمال وسرعان ما تولى منصب الأمين العام، وهو معروفٌ بمواقفه المؤيدة للقضية الفلسطينية، التي بدأ علاقته بها منذ منتصف السبعينيات. وقد عرفه جمهور الفضائيات العربية بمواقفه الأكثر وضوحاً وشرفاً من كثيرٍ من عرب اليوم، فهو حمّل «إسرائيل» مسئولية حرب تموز، واعتبر «حزب الله جزءاً من المقاومة الوطنية اللبنانية التي تحاول طرد الإسرائيليين مما تبقى من أراضي لبنان واسترجاع الأسرى». واعتبر «إسرائيل» دولة «إرهابية»، بينما يعتبرها بعض العرب دولةً جارةً و «آدمية» و «من بنات العم»!
في مثل هذه الأفكار لا يختلف غالاوي عن أي عروبي أو إسلامي أو وطني بالمنطقة... فهو يفكّر بطريقةٍ واضحةٍ لم تلتبس عليه الأمور، حتى فيما يتعلق بأحداث لبنان. ففي مقابلته الأخيرة حمّل الحكومة اللبنانية مسئولية أحداث العنف، نتيجة قرارها نزع سلاح الحزب من دون مشاورات، ما دفعه إلى الدفاع عن نفسه». وقال إن حزب الله وقيادته دافعا عن لبنان وسيادته، ولفت إلى أنه «من دونهما لكان لبنان بلداً آخر محتلاً»، في إشارةٍ مبطنةٍ إلى فلسطين والعراق، لعل العرب يفهمون مغزاها.
غالاوي اعتبر أن من يروّج أن نصرالله موالٍ لإيران وسورية إنما هو «ذرّ للرمال في عيون الناس لتضليلهم عن رؤية الحقيقة بأن زعماء الدول العربية يدعمون أميركا والقوى الامبريالية». وذهب أبعد من ذلك باستنكار ما يهوّل به بعض القادة العرب عن السيطرة الإيرانية على المنطقة، بقوله: «إنهم سمحوا لإيران بالتدخل في العراق عندما ساعدوا قوات الاحتلال الأنجلو/أميركية بتسهيلهم عملها والسماح لها باستخدام أجواء وأراضي دولهم لاحتلال العراق»!
أما تفسيره لرغبة العرب في بحث «احتلال» حزب الله لشارع الحمرا في بيروت، فيرجعه إلى عجزهم عن الحديث عن احتلال «إسرائيل» لفلسطين، والاحتلال الأميركي والبريطاني للعراق، لذلك فهم يريدون الحديث عن احتلال كورنيش بيروت من قبل اللبنانيين أنفسهم».
هناك وسائل إعلام عربية تجهد لإقناع الرأي العام بأن الصراع السياسي بين اللبنانيين إنما هو حربٌ سنية شيعية، بينما يقدّم غالاوي الناقد، اللاذع، شهادته المضادة... ترى، لو كان مواطناً عربياً ألم يقطعوا لسانه من زمان؟
:: القسم الرئيسي :: المنتدى العام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى