جيفارا . الاسطورة التي تعيش
:: القسم الرئيسي :: المنتدى العام
صفحة 1 من اصل 1
جيفارا . الاسطورة التي تعيش
فسحة للتأمل - د. حسن مدن
جيفارا : الأسطورة التي تعيش
مرت منذ أيام الذكرى الأربعون لاغتيال تشي جيفارا الذي غدا وسيظل مثالاً وقدوة لأجيالٍ من الشباب في مختلف قارات الأرض. إنهم مأخوذون بشجاعته وإقدامه وانحيازه المطلق لقضية الحرية والعدالة الاجتماعية. كان جيفارا قد شارك مع فيدل كاسترو وجيل الثورة الكوبية الأول في الهجوم على قلعة »المونكودا«، ودخل هافانا مع الثوار المنتصرين بعد إسقاط نظام الديكتاتور »باتيستا«، وأسهم في السنوات الأولى للثورة في بناء البلد، بل أنه كان وزيراً في أول حكومة شكلها كاسترو، رغم أنه ليس كوبياً. غير أنه سرعان ما غادر كوبا ذاهباً إلى مواقع نضال جديدة. وكتب حينها رسالة مؤثرة إلى كاسترو كشف هذا الأخير النقاب عنها في مابعد. جاء في الرسالة: »لقد أديت الواجب الذي عهدت به إلي الثورة الكوبية أداءً كاملاً. لذا فإني أتخلى عن جميع مناصبي كوزير وكقائد بل وكمواطن كوبي أيضاً.. إن أمماً أخرى تطلب خدماتي ويتعين علي أن أغادركم. سوف أكون مستعداً لتقديم حياتي في سبيل تحرير أي بلد في أمريكا اللاتينية إذا دعت الضرورة لذلك. إني أترك ورائي أعز ذكرياتي وأحب الناس إلي، وإذا واتتني منيتي في أي مكان سأحمل معي دائماً المثل الأعلى«. ما توقعه جيفارا لنفسه في رسالته الوداعية لرفيقه فيدل كاسترو من أن توافيه المنية حدث تماماً. بعد مغادرته كوبا رحل إلى الكونغو محاولاً إشعال فتيل للثورة هناك، ولما لم تكن الظروف مهيأة لذلك، عاد مرة أخرى إلى أمريكا اللاتينية مواصلاً عمله الثوري، ولكن هذه المرة في بوليفيا، وفي الثامن من أكتوبر/تشرين الأول ٧٦٩١، ألقت قوات من الجيش البوليفي يرافقها عميلان في وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية القبض عليه، وهو على رأس مجموعة من المقاتلين الذين صمدوا في مواجهة أيام طويلة من المعارك والجوع والأمراض. واقتيد البطل الأسطوري الذي كان حينها في التاسعة والثلاثين من عمره إلى مدرسة مهجورة أمضى فيها ليلته الأخيرة. وفي اليوم التالي بعد الظهر تم إعدامه. ويروي مانويل كورتيز احد فلاحي البلدة التي أعدم فيها جيفارا شيئاً من تفاصيل ذلك اليوم، حين وصل ٠٠٨١ جندي إلى بلدته الصغيرة المشرفة على الأدغال: »كانوا يعرفون من أين سيمر وحضروا له كميناً أسروه فيه. في تلك الليلة احتفل القتلة واحتسوا البيرة حتى الثمالة، وسأل احدهم آخر ضاحكاً: أتريد قتله أم أفعل أنا هذا«؟ وفي التاسع من أكتوبر/تشرين الأول، انطلقت رشقات من أسلحة رشاشة داخل المدرسة انتهكت الصمت الذي كان مخيماً على البلدة. عندها أدرك المزارع أنهم قتلوه. ركض ليراه والدم يغطي صدره. يؤكد الرجل الذي لا يزال يقيم في كوخ من الطين والخشب أن هذه الذكريات »محفورة في ذهنه إلى الأبد«، موضحاً: »كنت أكن الكثير من المحبة له. في الواقع كان يناضل من اجلنا«. أما البلدة التي أقامت في ساحتها نصباً للثائر الكبير، فتحولت إلى ضريح صغير لإحياء ذكرى »التشي« حيث إن صوره مرفوعة في أغلبية المنازل. وأصبحت المدرسة متحفاً تحمل جدرانه شعارات كثيرة منها »ارنستو نضالك رسم طريق حياتنا« و»تشي أنت حي فينينا إلى الأبد«. للحديث تتمة غدا.
رد: جيفارا . الاسطورة التي تعيش
فسحة للتأمل - د. حسن مدن
أشهر صورة في القرن العشرين
ستغدو الصورة المعروفة والمتداولة في العالم كله لتشي جيفارا أشهر صورة في القرن العشرين، ولعلها ستظل كذلك في المستقبل أيضا. إنها صورة لشاب وسيم تشع عيناه العميقتان الحزينتان ذكاء وغضبا، فيما أطلق لحيته بغير تناسق، وقد ارتدى قبعة بسيطة وسترة أكثر بساطة. التقط الصورة المصور الكوبي »ألبرتو ديان جوتياريز« في ٥ مارس عام ٠٦٩١ خلال جنازة جماعية في هافانا. وهي تظهر ما في ملامح جيفارا من ذكاء متقد وتصميم ووسامة وكاريزما القائد، وتحولت إلى ملصق يعلق على جدران الغرف وقاعات الكليات، وشعار يزين قمصان الشباب والشابات وقبعاتهم. كانت سفينة شحن فرنسية قد انفجرت في يوم سابق في ميناء المدينة مما أسفر عن مقتل ٠٨ كوبيا، وقد اتهم كاسترو واشنطن بأنها وراء الحادث، وأقيم مهرجان حاشد في هافانا في تشييع الضحايا خطب فيه الزعيم الكوبي، وحسب المصور فان جيفارا جاء متأخرا بعض الشيء، حين باغته بالتقاط تلك الصورة له التي قال انها تحمل الكثير من الغضب والحزن. وظلت الصورة معلقة في ستوديو كوردا قبل نشرها، قبل أن يقوم ناشر يساري ايطالي بنقلها إلى أوروبا عام ٧٦٩١. وساهمت حركة الطلبة والشباب بعد ربيع باريس عام ٨٦٩١ في فرنسا في انتشار شعبية جيفارا. أعاد إنتاج هذه الصورة رسما في أواخر الستينيات الايرلندي جيم فيتزباتريك، الذي قال: »إن الطريقة التي قتلوه بها، وعدم وجود أثر لمكان دفنه، أو نصب لتخليد ذكراه، كل ذلك جعلني مصمما على أن أنتج شيئا يحظى بأوسع انتشار، إن صورته لن تموت، واسمه لن يموت«. كانت عدة مجلات أوروبية قد نشرت الصورة الأصلية حيث شاهدها فيتزباتريك لأول مرة في مجلة شتيرن الألمانية، لكنه لم يتمكن من إنتاج نسخته إلا بعد أن أرسلت له جماعة يسارية هولندية صورة مكبرة حصلت عليها بدورها من الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر الذي كان حاضرا تلك الجنازة الجماعية. وبعد مقتل جيفارا قام فيتزباتريك والغاضب بإعادة إنتاج الأصل وتوزيعها في أنحاء أوروبا. وبالرغم من مرور أربعين عاما على غيابه لا تزال صورة جيفارا من أكثر الصور المطبوعة في العالم حيث يتم طبعها على ملايين القمصان والملصقات والقبعات والحقائب اليدوية. منذ سنوات أقيم في لندن معرض عن هذه الصورة الشهيرة في نماذجها المختلفة، وقالت إحدى المشرفات عليه: »لا توجد صورة كهذه، لقد صار جيفارا علامة تعني التغيير، فهي ضد الحرب والعولمة ومع البيئة«. وتضيف قائلة »كان وسيما وشابا والأهم من ذلك انه مات من أجل مبادئه وبالتالي فقد أصبح رمزا، لذا نجد هذه الصورة موجودة في كل مكان من الحيطان في الأراضي الفلسطينية إلى المتاجر الباريسية، إنها صورة خرجت عن السيطرة، لقد باتت مؤسسة بل إمبراطورية«. قتل جيفارا يمثل بداية الأسطورة لصورته.
أشهر صورة في القرن العشرين
ستغدو الصورة المعروفة والمتداولة في العالم كله لتشي جيفارا أشهر صورة في القرن العشرين، ولعلها ستظل كذلك في المستقبل أيضا. إنها صورة لشاب وسيم تشع عيناه العميقتان الحزينتان ذكاء وغضبا، فيما أطلق لحيته بغير تناسق، وقد ارتدى قبعة بسيطة وسترة أكثر بساطة. التقط الصورة المصور الكوبي »ألبرتو ديان جوتياريز« في ٥ مارس عام ٠٦٩١ خلال جنازة جماعية في هافانا. وهي تظهر ما في ملامح جيفارا من ذكاء متقد وتصميم ووسامة وكاريزما القائد، وتحولت إلى ملصق يعلق على جدران الغرف وقاعات الكليات، وشعار يزين قمصان الشباب والشابات وقبعاتهم. كانت سفينة شحن فرنسية قد انفجرت في يوم سابق في ميناء المدينة مما أسفر عن مقتل ٠٨ كوبيا، وقد اتهم كاسترو واشنطن بأنها وراء الحادث، وأقيم مهرجان حاشد في هافانا في تشييع الضحايا خطب فيه الزعيم الكوبي، وحسب المصور فان جيفارا جاء متأخرا بعض الشيء، حين باغته بالتقاط تلك الصورة له التي قال انها تحمل الكثير من الغضب والحزن. وظلت الصورة معلقة في ستوديو كوردا قبل نشرها، قبل أن يقوم ناشر يساري ايطالي بنقلها إلى أوروبا عام ٧٦٩١. وساهمت حركة الطلبة والشباب بعد ربيع باريس عام ٨٦٩١ في فرنسا في انتشار شعبية جيفارا. أعاد إنتاج هذه الصورة رسما في أواخر الستينيات الايرلندي جيم فيتزباتريك، الذي قال: »إن الطريقة التي قتلوه بها، وعدم وجود أثر لمكان دفنه، أو نصب لتخليد ذكراه، كل ذلك جعلني مصمما على أن أنتج شيئا يحظى بأوسع انتشار، إن صورته لن تموت، واسمه لن يموت«. كانت عدة مجلات أوروبية قد نشرت الصورة الأصلية حيث شاهدها فيتزباتريك لأول مرة في مجلة شتيرن الألمانية، لكنه لم يتمكن من إنتاج نسخته إلا بعد أن أرسلت له جماعة يسارية هولندية صورة مكبرة حصلت عليها بدورها من الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر الذي كان حاضرا تلك الجنازة الجماعية. وبعد مقتل جيفارا قام فيتزباتريك والغاضب بإعادة إنتاج الأصل وتوزيعها في أنحاء أوروبا. وبالرغم من مرور أربعين عاما على غيابه لا تزال صورة جيفارا من أكثر الصور المطبوعة في العالم حيث يتم طبعها على ملايين القمصان والملصقات والقبعات والحقائب اليدوية. منذ سنوات أقيم في لندن معرض عن هذه الصورة الشهيرة في نماذجها المختلفة، وقالت إحدى المشرفات عليه: »لا توجد صورة كهذه، لقد صار جيفارا علامة تعني التغيير، فهي ضد الحرب والعولمة ومع البيئة«. وتضيف قائلة »كان وسيما وشابا والأهم من ذلك انه مات من أجل مبادئه وبالتالي فقد أصبح رمزا، لذا نجد هذه الصورة موجودة في كل مكان من الحيطان في الأراضي الفلسطينية إلى المتاجر الباريسية، إنها صورة خرجت عن السيطرة، لقد باتت مؤسسة بل إمبراطورية«. قتل جيفارا يمثل بداية الأسطورة لصورته.
:: القسم الرئيسي :: المنتدى العام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى